كوكل

نتائج البحث

الجمعة، 11 مارس 2022

حديقة Hannover - Linden

حديقة Hannover - Linden
 ترفّقْ بدمعكَ لا تَفْنِه
فبينَ يديكَ بكاءٌ طويلُ.
شاعر أندلسي.

مرّتْ ليلةٌ كانَ القصفُ على أوكرانيا أعنف قصف منذ الحرب العالميّة الثانية ،لم أنم ليلتَها متابعاً أخبارَها لحظة بلحظة: وضعتُ ملحاً على عينيّ لئلا أسهو أو أغفو......إنّه الدمار والخراب والتشرّد....إنّه نفسُ الشريط الذي عايشتُه في بابا عمرو وكوباني ودير الزور.
خرجتُ من جلدي متجهاً إلى حديقةٍ قريبةٍ منّي.
الصقيعُ يحتلُّ المكان، وكأن لا أحدَ في هذه المدينة التي لا تنام..... لكنّها نائمةٌ اﻵن.
من بعيدٍ تراءى لي طيفُ امرأةٍ جالسٍ في حديقة الصقيع ....اقتربتُ من الطيف الجالس المُتعب على مقعد الصقيع ،إنّه امرأةٌ تشربُ القهوةَ وتدخّن ...وتبكي بصمت، حَدَستُ أنّها اختارت هذا الزمان وذاك المكان للبكاء المرّ..... لئلا يراها أحدٌ.
:هل من الممكن مساعدتُكِ،سألتُها بألمانيةٍ معدومة .....خليطة من الكرديّة والعربيّة.
:أشارتْ إيماءً بالرفض.
:من أين أنتِ؟، أجابت:من أوكرانيا .
ابتعدتُ عن الطيف منكسراً ومهزوماً.
كلّما ابتعدتُ ... كان أنينُ ناقوس الكنيسة يقتربُ منّي..إلى أن خفَّ ثم ابتعدَ...ثم اختفى،حينها علمتُ أنّ المرأةَ الصقيع غادرت الحديقة بعدَ أن ريّحت نفسَها وروحَها من خلال البكاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عن شاعر يموتُ.

عن شاعرٍ يموت. عبداللطيف الحسيني. إلى ذكرى الشّاعر محمّد عفيف.   جالساً على الأرض واضعاً رأسَه على مخدّةٍ فوقَ سرير. قد مرَّ يومٌ على وفاتِه...