كوكل

نتائج البحث

الخميس، 22 أغسطس 2024

عن شاعر يموتُ.

عن شاعرٍ يموت.
عبداللطيف الحسيني.
إلى ذكرى الشّاعر محمّد عفيف.
 

جالساً على الأرض واضعاً رأسَه على مخدّةٍ فوقَ سرير. قد مرَّ يومٌ على وفاتِه أو بعضُ يومٍ...أو ساعةٌ.
....
مَرّةً حملتُه بعدَما عاينتُ مشيتَه البطيئةَ من غرفةٍ قريبةٍ إلى غرفةٍ أقرب.
الشاعرُ يقتربُ من السبعين، لكنّ وزنَه وزنُ طفلٍ.
....
مَن أنهكَه: سألتُ نفسي؟
إنّها الوحدةُ والاكتئابُ والتحسّسُ والنبيذُ الأحمرُ المُرُّ في بلادٍ تكونُ الشمسُ فيها حسرةً.
هذه أمراضٌ تلازم التغريبة السوريّة.
....
مَن اكتشفَ النبيذَ الأحمرَ المُرّ جاءَ ليؤكّد بأنّ هذا النبيذَ هو بديلٌ للدم.
شكراً له فقد جعلَنا ننامَ بفضل هذا الدَاء الذي أصبحَ دواءً.
....
أتساءلُ كيفَ ينامُ المرءُ في هذه التغريبة دونَ أن يتجرّعَ النبيذ50% VOL ،أمّا الجعة 5% VOL  فلم تعد تفيد.
...
رأيتُ حمدو مرتين بعدَ عشرين عاماً من تغريبته قادِماً من السويد إلى هانوفر ثم عائداً إلى مملكتِه مروراً بعدّة مطاراتٍ. ضاع في أحدِها أربعاً و عشرين ساعة ،بحثْنا عنه عشرين عاماً حتى وجدناه.

الجمعة، 9 أغسطس 2024

قصيدة اسماعيل كوسا.

قصيدة اسماعيل كوسا.
عبداللطيف الحسيني. هانوفر.
" قصيدةُ اسماعيل " لأدونيس تبنّاها اسماعيل كوسا ، حتّى ليُخيّل إلى أصدقائِه بأنّ كاتبَها هو الثاني...لا الأوّل. فقد قرأَها اسماعيل وشرحَها وتناصَّ وتماهى معَها ...ثمّ ترنّم بها لنا .ذلك لأنّ" قصيدة اسماعيل" تنبّأتْ بما كانَ اسماعيل كوسا عليه أو يكونُه ....أو سيكونُه.
بقيت القصيدةُ و بقيَ اسماعيل كوسا يعانقُ النجمَ منذ سنةٍ، وبقينا نتذكّرُه وقصيدتَه في هذه التغريبة التي تكلّستْ بروحِنا وأنفاسِنا .وسأزعمُ أنّ تلك التغريبة التي بداخل اسماعيل في المشرق قتلتْه .....كما قتلتْ محمد عفيف قبلَه بسنةٍ، وكما قتلتْ خالد خليفة و سمر دريعي بعدَه بأشهر. وستقتلُنا لاحقاً. أَلا كنّا نتمتمُ على عتبةِ مقبرة المدينة:" أنتم السابقون ونحن اللاحقون"
فَمَنْ بقيَ في تلك البلاد...روحُهم تخاطبُ أرواحَ مَن غادروها، والذين غادروها بقيتْ أرواحُهم في تلك البلاد. وهكذا تتخاطب النفوسُ الكبيرةُ عن بُعد، وهكذا تنسلخُ...و تتمزّق ثم تُدفن هنا وهناك.
.....
منذ "قصيدة اسماعيل" باتَ أدونيس رفيقَنا اليوميّ يتقاسمُ معَنا سريرَنا وقمصانَنا و مشاويرَنا. اسماعيل كوسا جعلَ أدونيس يقرأُ لنا ونقرأ له ويمزح ونمزحُ معاً إلى حَدٍّ أنّ أبوابَ بيوتنا تُطرق.
: مَن الطارقُ؟
إنّه أدونيس.
لا الأبوابُ كانتْ تُطرق ، ولا أدونيس كان الطارق .
.....
تلك صداقتي معَه....لا تُقَال ولا تُقَاس...فقط تُعَاش .


 

السبت، 9 مارس 2024

ضريح الشهداء.


عبداللطيف الحسيني.
"فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى" قرآن كريم.
إنّهما من بسطاء الناس هيئةً وتعاملاً،لكنّهما يتفوّقان عليهم بالخدمة وبالبسمة الدائمتين وإدخال الفرح إلى القلوب حتّى وإن كانا في أحلكِ ظروفِهما. وكأنهما قد عاهدا نفسيهما أن يكونا في خدمة الجميع بطول سوريا وعرضها.
الإمام الشيخ سليم الحسيني قاضي قضاة جمهوريّة بأكملِها، والإمام الشيخ عفيف الحسيني مفتي الأزهر الشريف.
هكذا أحسبُهما و يحسبُهما مَن يعرفُ قيمتَهما إن كنّا في مصر مثلاً، أو هكذا يجب أن يكون التعامل والتكريم معَهما.
لكن يبدو أنّ المُبير الحجّاج الثقفي قد بُعِث من جديد أو أنّه أطلقَ أيدي حرافيشه في كلّ زمان ومكان.
القاتل يمتلك بنية جسمية غليظة وصوتاً جهورياً منفّراً وقبيحاً...ويداً كالصخر أو الحديد،وكلّما ازداد إجرامُه يزداد رصيدُه عند معلّمه. وهكذا هو الحالُ لِمَن يعبث ويحطّم شواهد الشهداء ، وهو عبثٌ مقصودٌ وبفعل فاعل معلوم أو أنّ العابث يثأر من الشاهدة بدلاً ممّن يخالفُه في الرأي أو المذهب ، وهذا هو الأخطرُ ، والأكثر خطراً أنّنا لا نعلم مَن الفاعل، وإذا علمْنا مَنْ هو ، فماذا عسانا أن نفعلَه أو سنحتكم إلى مَنْ؟ و لو كنّا غيرَنا لاحتكمنا إلى مَن بيده  زمامُ الأمر ، ولكنّنا نعلم أنّنا في زمن الحجّاج فقد فوّضنا أمرَنا إلى ربٍّ لن ينسانا. لقد أفسدَ العابثُ علينا دنيانا ونحن أفسدْنا عليه دنياه وآخرتَه معاً ، فعندَ الله تجتمعُ الخصومُ.
في الذكرى العاشرة لوفاة الشيخين الجليلين تمّ العبثُ بشاهدة ضريحيهما بدلاً من تقديم طاقة من الورد.



الاثنين، 26 فبراير 2024

روائيٌّ وشاعرٌ وفنان في زيوريخ.

روائيٌّ وشاعرٌ وفنان في زيوريخ.
عبداللطيف الحسينيّ.
إلى خالد خليفة أيضاً .
يظهرُ خالد خليفة على هيئة قصيدةٍ أو لوحةٍ أو طائر، بل قلْ ما أشبهَ خالد خليفة بطائرٍ لا يعرفُ الفصولَ ، يتنقّل من قارّة لأخرى بخفقةٍ من جناحيه.... تراه في "دار الأدب" بسويسرا اليوم، وغداً تراه في معهد اللغات ببرلين. يا مرحباً به...يحلُّ ضيفاً..مقيماً لشهرٍ أو لستة أشهر متحدّثاً لجمهور الغرب عن الرواية السوريّة أو عن سوريّته التي حملَها بقلبِه قبلَ يديه لُيلقيَها على مسامع مستمعيه.
منذ عقدٍ...منذ أن تشتّت السوريّ شرقاً وغرباً ولم يعد بإمكان خالد أن يزورَ أصدقاءَه في سوريا،لكن قُيّض له أن يزورَهم في مظانّهم في الغرب خصوصاً.
إنّه على قلقٍ كأنّ الريحَ تحتَه، خالد خليفة يتنفّس من خلال أصدقائه الذين يتنفّسون من خلاله أيضاً،إنهم إكسير الحياة.
ولأنّه هكذا..فأصدقاؤه يُعيدون إليه عشبة الحياة الخضراء.
محبّوه يعانقونه من خلال دلدار فلمز الأمين على صداقته.
بالأمس كان خالد خليفة يتنقلُّ بينَ جمهوره رفقةَ الفنان دلدار فلمز والشاعر فرج بيرقدار.
بعض التفاصيل عن المعرض:
يتم افتتاح المعرض في 22 من شهر شباط 2024 في مدينة زيوريخ.
ويستمر المعرض حتى 27 من شهر نيسان 2024
المكان : زيوريخ – سويسرا
العنوان :
Stiftung Kunstsammlung Albert und Melanie Rüegg
Rämistrasse 30
8001 Zürich
043 818 54 06
www.kunstsammlung-ruegg.ch
ويُقام على هامش المعرض عددٌ من النشاطات منها:
1ـ أُمسية موسيقية بتاريخ 14من شهر آذار للفنانة"Saadet Türköz"
2ـ أُمسية أدبية بتاريخ 3 من شهر نيسان حيث يقرأ الممثل" Taomas Sarbache" مختاراتٍ من رواية خالد خليفة " الموت عمل شاق"
3ـ عرض فلم وثائقي بعنوان / خالد خليفة في زيوريخ / طوال أيام فترة المعرض.

تقرير قناة روداو. مع ملاحظة: توفّي خالد خليفة في دمشق وليس في غيرها.




الخميس، 18 يناير 2024

في kargah

 سأمنحُ المكانَ حقَّه،فقد بات مكاني السمحَ المفوّه الطروب، كلُّ ما فيه يموج يتحدّث بالنجوى .بجانبي نهرٌ فاض منسوبُه هذا العام 2024 فأطاح بذكريات عشّاقه فوق ضفتيه، ليسوا عشّاقاً، بل أصدقاء

الشيخ الإمام.

الإمام الشيخ توفيق.

عبداللطيف الحسينيّ. 

لا يزالَ المرءُ في فسحةٍ من أمرِه ما لم يقل شعراً أويولّف كتاباً.

كانَ يمكنُ أن يلبسَ عمامةً وجلباباً ويدّعي الكرامات وقراءة الطالع والآتي من أيامِنا وأيامِ أهلِنا في سمائِه الأولى"عامودا" ثمّ الثانية"الحسكة" لكن أبى أن يفعلَ ذاكَ وذلك ،فعندَه ما يكفيه ليبقى على مرّ الأزمان والدهور كريماً.....لساناً و قلباً ويداً. فيدُه الفرّاسةُ وكذلك لسانُه وقلبُه، وكانَ يمكنُه أن يبتني قصراً منيفاً...لكنّه أبى إلا أن يتبرّك بقول القائلة

 "لبيتٌ تخفقُ الأرواحُ فيه.أَحبُّ إليَّ من قصرٍ منيفِ"

أجملُ بيت..هو ذاك ...البيت الترابيّ للشيخ الإمام:الفتوحات المكيّة لابن عربي تجاور ديوان جكر خوين، تفسير الجلالين يعانق ديوان ابن الفارض، وهو المعلّم الأوّل للعربيّة والكرديّة وخبير بالانكليزيّة، وله عشراتُ الترجمات من وإلى تلك اللغات الثلاث....فقيه اللغات...نعم، إنّه لكذلك.إلى دمشق....أو في الطريق إلى دمشق..قلتُ له ماذا أجلب معي للرحلة.أجاب:"فقط كتباً تراثية وأقلاماً وصفحات بيضاء".هو ذاك العمُّ الإمام " كتابٌ يُقرَأ ودفترٌ يُكتَب فيه وأقلامٌ تسطر".تلك حياتُه...أو تلك الطريق إلى حياته شعرٌ ودقّة في شرح الشعر وتأويله، :"عليكم القولُ وعلينا تأويلُه" هكذا أجاب لأحد شعراء قصيدة النثر في الجزيرة.ذُهِل الشاعرُ بتأويل الشيخ الإمام لقصيدته. 

 أمكنَه فقهُ اللغة العربيّة ليكونَ حجّةً لحَمَلَةِ شهاداتِ الدكتوراة في اللغة العربيّة، وكي لا ننسى ففي بداية شبابِه ألّف وطَبَعَ كتاباً في الخمسينيات...ثمّ تتالت إصداراتُه بالعشرات إلى أن وصل إلى" الإقليم السعيد".



الأربعاء، 17 يناير 2024

في kargah


في دمعةِ تلك المرأة الدمشقيّة كنتُ أرى حياتي قطعةً...قطعة تُرمَى على جوانبي. كيفَ ألمُّها ؟. ومنذ سنوات رميتُها ...قطعةً في دمشق وأخرى في عامودا وثالثة في اسطنبول و رابعة في بلغاريا.
لم أقل شيئاً ذا أهميّة لتلك المرأة الأربعينيّة.
فقط قلتُ:" خيطٌ من الشمس وصحنٌ من شوربة العدس" حسرةٌ لي في هذه البلاد .
كانت تريدُ أن تقولَ لي الكثير، لكن منعتها دمعةُ البعد عن المكان الأوّل وغصّةُ المكان الأغرب...الآن.
"وَما ذَرَفَت عَيناكِ إِلّا لِتَضرِبي بِسَهمَيكِ في أَعشارِ قَلبٍ مُقَتَّلِ"
:هكذا تعذّبينني أكثرَ يا سيدتي. لم أقل لها ذلك.
أعلم، وهي تعلم أنّ المرء يستدرج إلى حياته فسحةً من آلام راهنة أو سالفة ليَحزن وحيداً...غريباً ، أو ليُحزن الآخرين معَه.
أيّ ألم تحملُه تلك المرأةُ تحت إهابها؟ إنّها مستعدّةٌ أن تشطرَه لِمَن تصادفُه.
سأبقى أتذكّرُها لأنّها علمتْ ما بي من خلال كلمتين قلتُهما لها.
تلك المرأةُ الدمشقيّة فسحةٌ من الألم...فسحةٌ من الجمال.

 أَجَارَتَنَا إِنَّا غَرِيبَانِ هَاهُنَا   وَكُلُّ غَرِيبٍ لِلغَريبِ نَسِيب.






الخميس، 21 ديسمبر 2023

زيارة إلى سعيد ريزاني.

عبداللطيف الحسيني.

"أغنيةٌ جميلة للفنّان سعيد ريزاني من مقام الراست مع انعطاف لحظيّ إلى مقام آخر. اللحنُ مناسبٌ لكلمات الأغنية، والمساحة الصوتية تقع ضمنَ الأوكتاف (الديوان) الواحد بشكل عام. الآلات الموسيقية مناسبة للأغنية ذات الطابع المألوف".

ـ الدكتور محمد عزيز زازا.

 

إنّه صيفُ عامودا عام 1980 يُشطف شارعُ البلدية و يُرشُّ بالماء ليوحي بأنّه الصيفُ الربيعيّ...إيذاناً ببدء المشاوير وخطف هذه الساعات دقيقةً...دقيقة.
فليكن....سعيد ريزاني سيمرُّ من هنا مَرَحاً....مَلِكاً، ومَن حولَه كواكبُ متمرّدةٌ درّبها سعيد على كلمة "لا" وإن كانت"نعمُ"...فلولا الحياءُ...لكانت "نعمُه..."لاءً" في كلّ شيءٍ....اسماً وكنيةً وعزفاً ولحناً ورسماً....ولتذهب الخلافةُ إلى أسفل الجحيم...وتُرجم. فقد ضاعت الخلافةُ بين الدفِّ والعود...العود الذي رافقَ سعيد إلى تغريبته الأخيرة في زمهرير السويد و ثلوجها.
أتذكّر حرصَه على العود ونحن نودّعُه في بهو مطار دمشق الدوليّ قبل أكثرَ من ثلاثة عقود،كان يحتضنُ عودَه...كأنَّه روحُه بينَ يديه.....رفيقُ دربٍ في خيانة الزمان وغربة المكان.
فلأذهب إلى قبل عشرين سنة لابنة عمّنا سنيحة متسائلاً عن لوحةٍ...أو لوحات لسعيد لأحتفظ بها..أو لأكتب من وَحْيها نصّاً...أو لأتباهى أمامَ أصدقائي مُغترّاً بأنّي أمتلكُ لوحةً ...أهداني إياها سعيد.
فَرِحةً...مبتسمةً منحتني أثراً وحيداً...باقياً لسعيد.
بقيت تلك اللوحةُ تزيّنُ غرفتي الترابيّة بعامودا عشرَ سنواتٍ...ثمّ افتقدتُها منذ عشرِ سنواتٍ أيضاً...كما نفتقدُ دوماً اﻷشياءَ الثمينةَ.
قلتُ ..فلأذهب إلى ياسين حسين بكردستان العراق.
أرأيتم كيف طوّحت بنا الدنيا؟
أرأيتم كيف أطاحت بنا الدنيا؟.
"من أجل عينيكِ بتُّ هائماً ..مهاجراً، ومن شفاهكِ .....معاناتي، ما ألذّ النومَ فوقَ عتبةِ روحكِ"
:"أنتَ شاعرٌ وعازف...أعرفُكَ" قالها له سعيد ريزاني بعدَ أن طلب ياسين رفقتَه في أحد شوارع عامودا...في حلم ليلة صيف.
خصّصَ أحدُ أصدقاء سعيد غرفةً ترتاح فيها لوحتُه ....وحيدةً أهداها له سعيد بمناسبةٍ...أو بدونها، وما تزال الغرفةُ تحتفلُ باللوحة منذ أربعة عقود...تُنظّفُ اللوحةُ كلّ عامٍ كما ينظّفُ أيُّ حجر مقدّس أوتمثال مبارك أو أيقونة مشرّفة.
إنّها الأثر الباقي لسعيد ....فيها تخضرُّ أنفاسُه وتورقُ ألحانُه وضحكتُه.
يا ضحكتَه ...ويا تغريبتَه..يا لحنَه الباقي !
أستمعُ إلى أغنيته متجهاً بقطار برلين إلى هانوفر أرى بجواري فتاةً تلبس قميصاً برتقالياً شفّافاً وتنتعلُ خفّافةً بيضاءً ..رياضية وتقرأُ كتاباً باللغة العربيّة.
يا لفرحي...أما زال مَنْ يقرأُ كتاباً ورقيّاً ؟
كأنّي ماركيز ...أرى تلك الفتاةَ المتجهةَ إلى نيويورك من مطار ديغول في فرنسا.
.....
تقرأُ عيناي الكليلتان اسم سعيد ريزاني نافراً ومكتوباً باللغة السويديّة، ضغطتُ زرَّ الباب...يفتحُه المضيفُ الغريبُ...للضيف الغريب...يتبادلان التحيّةَ على عجلٍ...لا يعرفُ أيٌّ منهما الآخرَ.
غريبٌ التقى بغريبٍ جمعتهم الحياةُ....صدفةً.
 https://www.youtube.com/watch?v=vo5nHmz1yxk

الأربعاء، 15 نوفمبر 2023

بهارات هندوـ أوربية

 وضع الخريطة الخضراء" أطلس العالم" أمامَه لا ليتعرّف ويعدّد المدن والعواصم والبحار و المحيطات بل ليعدّد المدن القليلة التي لم يزرْها، فحياة محمد عفيف حياةُ شعرٍ وأمكنةٍ وأسفار، ليس له رصيدٌ آخرُ غير الأدب وهمومه ومثالبه و محامده ،وهذا أبهى عمل يقوم به المرءُ في هذه الحياة التعيسة، لم أعرف محمد عفيف إلا والشعر ثالثُنا بَدءاً بريتسوس وبريفير وليس انتهاءً بمحمود درويش وسليم بركات وسعدي يوسف،مَن يعرف هؤلاء الشعراء بمعيّة محمد عفيف لن يكون من الخاسرين،ومَن يتعرّف على قصيدة النثر عن طريقه فلن يكون من النادمين،فالرجلُ لم يكتب إلا قصيدة النثر تاركاً ما سواها، وما مجموعُه في اﻷعمال الشعرية الكاملة:"تحدّثْ معي قليلاً أيّها الغريب".

محرّر حجلنامة: أتاحت مجلةُ حجلنامة فرصةً للصوت الكردي الثقافي ليكون عالياً في العَالم العربي،فهي المجلةُ التي حلّقت بالروحَ الكردية المكتوبة بالعربية،فقد كانت المجلة بمثابة احتجاج على الدوريات الثقافية الكردية المؤدلجة التي تتبخّر موادُها بمجرّد قراءتها، فإلقاءُ حجر على ماء الثقافة الكردية لم يكن بالأمر الهيّن،ولذلك جاء الاحتفاءُ بها شرقاً وغرباً، كذلك انبرى مناهضُوها  جنوباً وشمالاً، فقبلَ أن تصل المجلةُ لعددها الخامس عشر توقفت بسبب عدم دعمها طباعةً و توزيعاً ...فقد كانت تُطبع وتُوزّع بمجهود فرديّ. يكفي المجلة فخراً معنىً ومبنى أنها عرّفت القارىء العربي على أجمل ما يكونه الأدبُ الكرديّ المكتوب بالعربية، إن لم يكن منافساً للأدب العربيّ المكتوب بالعربيّة.

 بهارات هندوـ أوربية:يدرك قاريء هذا الكتاب بأنه متى يبدأ بقراءته،وكأنه كتابُ "أطلس العَالم" .فهو رحلاتُ محمد عفيف وأسفاره في مناكب الدنيا،تلك الرحلاتُ والأسفار المكتوبة بلغة نثرية قريبة من الشعر،وأحيانا تقرأ نصّاً من الكتاب وكأنّه شعر مصفّى يحمل جرساً صوفياً،وهذا ليس بغريب عليه،فهو خرّيج حجرة الشيخ عفيف.
يعرف القاريء متى يبدأ،لكنه لا يعلم متى سينتهي من الكتاب، أتذكّر كتاب الرمل لبورخيس الذي لا ينتهي.

من الصعب أن يبدأ المرءُ بقراءة هذا السِفر دون أن تمرّ به حالاتُ استراحة أو فسحة .إذ كيف سيُقرأُ عمرُ محمد عفيف بشهر أو شهرين من خلال هزائم و أبطال و هوامش و تواريخ باتت جزءاً من عمر المؤلّف.

الجمعة، 10 نوفمبر 2023

نحن القرباط.

إلى خالد خليفة. 



أربعون يوماً، وأنا أعرفُه منذ أربعين عاماً حين أمسك أخي الشّاعر محمّد عفيف الحسينيّ. بيدي قائلاً لنذهب وتتعرّف على صديق الكرد خالد خليفة في منطقةٍ بحلب اسمُها"هُلّك" كانَ شابّاً وكنتُ فتىً.... ثمّ تتالت السنوات ثقيلةً وخفيفةً سافر محمد عفيف إلى السويد وبقيَ يراسلني مستفهِماً: هل ترى خالد خليفة؟

نعم أراه دوماً...بعدَما انتقلَ خالد إلى دمشق بتُّ أراه يوميّاً..بيتُه المستأجَر مع صديق مسرحيّ فيصل ابراهيم قريبٌ من بيتي المستأجَر في طلعة جسر النحاس. حيّ الأكراد الدمشقيّ. خالد خليفة يسكن في منطقة الكرد وينام ويأكل ويسهر مع الكرد.
مرّةً مازحتُه : كيفَ تتحمّلنا يا أبو الخلّ؟
في صيف عام 1993 طُرقَ بابُنا الأخضر. يا مرحباً.."حارس الخديعة" في ديارنا، كان محمد عفيف قد طلب منه أن يزور عامودا التي بقي فيها يوماً أو يومين . خذني إلى شاعرنا محمد نور الحسينيّ هكذا طلب مني "حمدو"..هكذا قالها خالد خليفة.
من خلال الأخبار العاجلة عام 2012 اُعتُقل خالد...راسلتُه فلم يجب..ثم أخيراً خلعوا كتفَك يا خالد.
ثم تغرّبت تغريبتُنا السوريّة وتشظّت فكان خالد في كلّ المدن والعواصم ، لكنّه بقي أميناً للشام يزورُها..يشحنُ روحَه بشمسِها وعتمتِها وغيابِ الأصدقاء عنها.
قبل ثماني سنوات ألتقيه في مكتبة صفحات Pages باسطنبول حيث جَمعٌ من السوريين..كتّابٌٌ و شعراءُ و فنّانون...إنّهم القرباط ..ما أجملَهم يا خالد!
قبلَ سنة كان خالد ببرلين سريعاً مستدرجاً إيّاه كتبتُ له: أبو الخلّ بيني وبينك رميةُ حجر، لديك غرفةٌ عندي وكتبٌ وأوراقٌ وأقلام ..ونبيذٌ مُرٌّ من الذي تعشقُه..يكادُ أن يكون سُمّاً..تعال نتجرّعه....هكذا أغريتُه.
قريباً سأكون عندك...لم يأتِ خالد....طار إلى سويسرا أو فرنسا أو لندن ثم إلى تغريبته الأخيرة وأبقانا في تغريبتنا قبل الأخيرة.
 
 https://www.youtube.com/watch?v=T_6m77ZvWJY
 
 

الخميس، 5 أكتوبر 2023

من هانوفر إلى عامودا.

بعدَ غيابِ عشرٍ من السنين زرتُ المدينة ....ما عرفتُ أحداً فيها ولا تعرّفَ عليّ أحدٌ، قلتُ سأزور مشارفَ أبي وأعمامي ، وقد رأيتُهم في فسحة أحلامي،عُلِمتُ بأنّهم قد ...أَمسَوا، لكنّي وجدتُهم يفيضون شباباً وبهجةً،كأنّي أُكبُرُهم بمئةِ عام. سأزورُ بيوت المدينة، فلي فيها عشبٌ وتمرٌ وأنفاسٌ، فما تعرّفتْ على زائرها الغريب.

مدينة من الأسمنت والحديد، كأنّها أنقاضُ أسمنت وحديد،وكائناتُها حجرٌ مطحونٌ أو نُثارُ حديد. أبني داراً ههنا وأقفُ على بابِها أصيح: أَمَا من تلويحةٍ عجلى على ليلِ هذه الدار،وقد تركْنا في ساحتِها لمّتَنا، ..وحين غادرناها ...دمعتَنا ؟.
قلتُ فلأغادرْ هذه الديارَ خلسةً في ليلها البهيم لئلا أرى دمعةَ أهلِها،لئلا أرى طفولتي المتشعّبةَ في مناكبها ...تظلُّ تلاحقُني.
لئلا أرى جاري العجوز متكئِاً على عصاه أمامَ الباب يبتلعُ دمعتَه، لئلا أرى جارتي تسألُ :إلى أين؟
أبني داراً ههنا ،لكنَّ مرابعَ الطفولة لما تزل مخضرّةً....فيابسةً ...متقصّفةً حين غادرتُها.
قلتُ سأخبّيءُ آهةً في زوايا الدار لأعودَ إليها بعدَ عشرين عاماً،إنّها كنزي الخفيّ...أزحفُ إليها حين تبردُ عظامي.
أَمَا زالتْ دافئةً تلك الدار؟
كيفَ أرسلُ طيراً؟ أتتبّعُه خفقةً....خفقةً حتّى يحطَّ على غصنٍ مَدَّ أوراقَه كذراعٍ على حائط الدار.
أَمَا زال البابُ مفتوحاً للضيوف ؟ كما عهدتُه..كما تركتُه ...مُضيّعاً مفتاحَه في طريقِ التغريبةِ الطويل؟.
.....
مرّةً رأى أوربيٌّ صورةً لمدينتي فسألني:أ هذه مقابرُكم؟. 

 

الخميس، 28 سبتمبر 2023

فوق جسر "Maschsee "

سأرمي بنفسي في البحر.أمشي على الماء ولا أبتلُّ، وأتمرّغُ بالتراب ولا أتسخ.
يكتبُ العشّاقُ أسماءَهم بخطٍّ نافرٍعلى أقفالٍ ثم يرمون المفاتيحَ في البحر دليلاً على أبديّة الصداقة.غيرَ أنّ عاشقَين رمى بنفسيهما فوقَ الجسر في البحر دليلاً على أبديّة الموت معاً، ففي كلّ عام في يومٍ محدّد و وقتٍ معلوم يأتي أهلُ العاشقَين مُطلِّين باكين ومستبكين على نفس الجسر. أَخَذَ هذا التوقيتُ شكلَ احتفاليّة:يأتي في نفس اليوم المئاتُ للمشاركة مع أهل العاشقَين مشاركين....باكين معَهم في اليوم العظيم للموت.شاركتُ معَهم هذا العام بكيتُ كما يبكون حتّى بَلَّ دمعي لحيتي البيضاء.
 بحيرة"Maschsee"شتاءً.
تصفرُّ خضرةُ البحيرة حين يغادرُها روّاد الصيف وتختفي توهّجات العشّاق بين اﻷشجار الكثيفة ولا تزول..تبقى معلّقةً فوق غصنٍ يابسٍ هنا تضيء ..وفوق مقعدٍ خشبيّ هناك تتنفّس.
البحيرةُ تتجمّد في الأوّل من كلِّ عام، زرقة السماء تعانق زرقة الأرض"كأنّ السماءَ رُكّبتْ فيها" فيأتي إليها المتزلّجون يسيحون فوق الزرقة،كأنهم طيورٌ في صفحة السماء.
...
كيف أعبُّ هذا الماءَ كلَّه؟
كيف أجرفُه كما أجرفُ سفينةً ورقيّة في ساقية ؟.
كيف أبني لي بيتاً من الماء؟.
أنصبُ خيمة على البحيرة وأتمدّدُ تحتَها لأرى عَالَمَاً من الماء :متزلّجون يدرّبون كلابَهم على التزحلق فوق الماء، مراهقٌ يطبع قبلةً مائيّة على خدّ فتاته التي تبادلُه ماءً بماء.
ماءٌ فوقَ ماء، وفي الشتاء بشرٌ فوقَ جليد وماء.ماءٌ لا يُكفُّ صبيبُه.
أنت في الضفّة الأُخرى من العالم فبعدَمَا كنتَ كائناً ترابيّاً فوقَ تراب، فأنت الآن ماءٌ فوقَ مياه.
.....
إنّها البحيرةُ الاصطناعية التي صيّرتُها طبيعيّةً بعد أن جرفتُها بكفّيّ.

أو أنّي وضعتُها في كيسٍ وحملتُه على ظهري ، لا الكيسُ تشقّق و لا أنا تعبتُ.
لا يرغبُ سكانُ هانوفر في السفر بعيداً، فعندَهم بحيرةُ "Maschsee” التي تقعُ بمحاذاة عتبةِ أبوابِهم، وأُنشئت في ثلاثينيات القرن الماضي،وتُعتبر أحد معالم هانوفر.


السبت، 23 سبتمبر 2023

عامودا.

خذني إلى بلدي لأرى ذكرياتي.أَمَا زالتْ مختبئةً تحت الشجرة التي تحرسُها من حرّ الصيف وقرّ الشتاء؟ أَمَا زالتْ تحتدُّ هناك كلّما تنفستُ ههنا؟ أَمَا زالت الشجرة هناك تُسقط ورقةً صفراءَ عليها كلّما مرّ يومٌ من عمري ههنا؟.


 

الاثنين، 18 سبتمبر 2023

بالكاميرا.

استوقفَني كَمَن يريدُ أن يبوحََ بسرٍّ..لأشاركَه فيه.تحدّثَ معي بخفوتٍ ..فأدنيتُ أُذني إليه،أشارَ إلى الشّارع..فزاغتْ عيني شمالاً و جنوباً...مستطلعةً إيماءَتَه،رفَعَ صوتَه..فغيّرتُ محيّاي تعجّباً، تكلّمَ بعجلةٍ...ففتحتُ فمي وجحظتُ عيني مستفهماً.
....
تمرُّ على الإنسان حالاتٌ يريدُ خلالَها أن يتكلّمَ بحريّةٍ تامةٍ وأن يبني صلاتٍ حرّةً مع الكائنات دونَ أنْ تَفهم أو تُفهم.

الأحد، 17 سبتمبر 2023

مَن رماني من تلك البلاد إلى هذي البلاد؟.

مَن رَمَاني من تلك البلادِ إلى هذي البلاد؟.
نتبادلُ تحيّةَ الصّباح بإيماءةٍ من الرّأس أوإغماضةِ وفتح العين.أربعةٌ نحن:الرجلُ العجوزُ و زوجتُه وابنتُهما المنغولية.بتْنا ثلاثةً بغياب الرجل نتبادلُ التحيّةَ ذاتَها كلَّ صباحٍ إلى أن استوقفتني المرأةُ وتحدّثتْ معي بلغةٍ لا تشبهُ أيّةَ لغةٍ،وحين علمتْ أنّي لا أفهمُها خفقتْ بيديها مشيرةً إلى السماء،فلم أفهم ،فأشارتْ عاليةً بإصبعِها للسماء،فلم أفهم،إلى أن سألتُها عن زوجِها الذي تكرّر غيابُه كلَّ صباح في هذه الأيّام، فعلمتُُ من خلال إيماءاتِها أنّه توفّي.فانتظرتْ وقعَ الخبرعليّ....باتتْ تراقبُ عينيّ،فلم أخيّب ظنّها.بكيتُ بحرقةٍ دالّةٍ على الانكساروفقدان الأمل والرجاء حتّى مسحتْ خضرةَ الدّمع بأصابعِها النحيلة ...المرتجفة.
.....
إنّها تعلمُ أنّ صوتَ وعينَ المرء يُظهران جوهرَه.
....
 
ربّما بعد أيام أو سنوات سنفقد نحن الثلاثةَ واحداً منّا،لكن الفتاة المنغوليّة كيف ستعيش إن فقدتْ أمّها؟.

Kafkastraße in Hannover

"إن لم تقتلْني،فأنت مجرم"
يتحدّثُ عن كائنٍ ملأ البشريّةَ غابةً من الغموض. أيُّ كائنٍ هذا؟ إنّه نفسُه مَن يقرؤُه ومَن يكتبُه. يواجهُكَ على صورةِ امرأةٍ يكتبُ لها رسائلَ في دواخلِه.لكن هذه الرسائل لا تصلُها.فيُخفيها بين صفحات دفترِه على شكل ملاكٍ يناديه دوماً في الخفاء حتى امتلأ الدفترُ بأوراق تحوّلَ لونُها إلى أحمر..ثم أصفر. يسمعُ صوتَ تقصّف الأوراق بين الصفحات، فيناديها سرّاً حين يعودُ إلى البيت وحيداً:
"إن لم تقتليني،فأنتِ مجرمة".

الجمعة، 15 سبتمبر 2023

شجرة التوت.

 إنها شجرةُ التوتِ ،وهي آخرُ ما أدمعتْ عينيّ،خضراءَ كانتْ أغصانُها.فكيف هي الآن وأغصانُها؟.

كنّا ملائكةً نستظلُّ بها في حرقة أيّامنا التي نتذكّرُها كلّما شاخَ عمرُنا .

كان الطيرُ يغرّدُ فوقَها بصوتٍ أحمرَ وأبيضَ وأخضر.

شجرةُ التوت تلك عمرُنا غادرْناها كما غادرَنا عمرُنا.

الخميس، 14 سبتمبر 2023

الإنسان الحيوان.

حين يكبر المرءُ يتحوّلُ شكلُه إلى أشكال الطير والحيوان.جاري الإيراني يقتني كلباً وبمرور السنوات بات شكلُه إلى كلبِه أقرب أو العكس.وجاري الألماني بات أقربَ إلى القرد منه للإنسان.
ـ فالقرد والكلب كلاهما يفرُّ من المرء.الفرق الوحيد بينهما أنّ الإنسان يعرفُ أنّه يعيش ويعرف أنّه سيموت.

 

الثلاثاء، 12 سبتمبر 2023

كتاب الرمل.

 أمامَ الحائط المقابل للنافذة أراه كلَّ يومٍ يجلسُ مكدوداً ....مهشِّماً كأساً من النبيذ الأحمر.

قلتُ فلأعرفْ حكايتَه ،لأقترب منه. رَفَعَ إليَّ وجهاً لم أتبيّن عينيه اللتين أسبلَ عليهما حاجبان كثّان أبيضان.قال لي:كأنّكَ أنا قبلَ نصف قرن،أجبتُه كأنَّكَ أنا بعدَ نصف قرن.

ـ لا أعلم مَنْ بادرَ بالسّؤال قبلَ الآخر:هل قرأتَ كتابَ الرمل لبورخيس؟

:قرأتُه قبلَ عشرين عاماً في عامودا،وأنت سألتُه؟ قبلَ خمسة و أربعين عاماً في بوينس آيرس. أجابني.

....

سردتُ الحكايةَ لابني مضيفاً مسحةَ الإغراق في الغموض:

إنّ جَدَّها الأوّل من يهود يثرب اغتالَ جَدَّكَ الأوّل قبلَ ألفٍ و خمسمئة عام.

الجمعة، 25 أغسطس 2023

حمدو.

أعرفُه من خطوه الوئيد إلى مشارف الحديقة، يفتحُ كفّيه ليلتقطَ الطيرُ الحَبَّ من شلّال يديه.
بعدَ سنةٍ ظَهَرَ على هيئة قطّ شرود ضائعاً بين الأزقّة أوعلى هيئة جنٍّ يظهرُ ليلاً ويتلاشى في النهار.

 

عن شاعر يموتُ.

عن شاعرٍ يموت. عبداللطيف الحسيني. إلى ذكرى الشّاعر محمّد عفيف.   جالساً على الأرض واضعاً رأسَه على مخدّةٍ فوقَ سرير. قد مرَّ يومٌ على وفاتِه...